"because you are human #stop_using_facebook #stop_advertising_at_Facebook #Facebook_management_trial_in_ICJ" #حقل_البط "'s Post
يقول الدكتور توفيق الطويل عن التصوف والمتصوفة في مصر إبّان العصر العثماني :
وقد كان في طليعة هؤلاء الذين عرفهم العصر العثماني في مصر مَنْ يُسمى (علي البكري)، وكان رجلاً مخبولاً يمشي في الأسواق والشوارع، عارياً
مكشوف الرأس والسوأتين في أغلب حالاته، أو يلبس قميصاً وطاقية، ويسير حافي القدمين، يخلط في أحاديثه، فيتبعه الأطفال والصغار وطغام الناس، ويسيرون وراءه بين منكر عليه، ومصدق لولايته، ولكن أكثر الناس قد مالوا إليه ، وصحت عندهم ولايته، كما هي عادة أهل مصر في أمثاله كما يقول الجبرتي : وكان له أخ صاحب دهاء ومكر ، فبدا له أن يستغل إيمان الناس بولاية أخيه، عسى أن يكسب من ورائه، فحجر عليه، وحرم عليه مغادرة البيت وألبسه ثياباً، وأظهر للناس أنه أذن له بذلك، وأنه تولى القطبانية إلى غير ذلك من وسائل التضليل .
فأقبل الرجال والنساء على زيارته، والتيمن به وسماع الفاظه، والإنصات إليها، وتأويلها بما في نفوسهم، وأفاضوا عليه الهدايا والنذور، وخصّه بذلك كثير من السيدات ذوات الثراء، حتى أثرى أخوه واغتنى ونفقت سلعته، وصادت شبكته، وسمن من كثرة الأكل والدسم والراحة وفراغ البال، حتى صار مثل (البو) العظيم .
ولبث على هذا الحال حتى مات سنة سبع بعد المئتين والألف، فدفنوه بمعرفة أخيه في مسجد الشرايبي من غير مبالاة ولا اكتراث، وأقام عليه أخوه مقصورة ومقاماً، ورتب له المقرئين والمداحين، وأرباب الأشاير والمنشدين يذكرون كراماته، ويمدحونه بأحسن المدائح، وكانوا في إنشادهم يتواجدون ويتصايحون ويمرغون وجوههم على شباكه وأعتابه، ويغترفون بأيديهم من الهواء المحيط به ويضعونه في عبابهم وجيوبهم وهرع إلى زيارة مقامه النساء والرجال، حاملين النذور والشموع، وضروب المأكولات، وصار مسجده مجمعاً لهؤلاء.
By: via "because you are human #stop_using_facebook #stop_advertising_at_Facebook #Facebook_management_trial_in_ICJ" #حقل_البط "
#مقاطعة
#حملة_لا_تدفع_ثمن_رصاصهم
وقد كان في طليعة هؤلاء الذين عرفهم العصر العثماني في مصر مَنْ يُسمى (علي البكري)، وكان رجلاً مخبولاً يمشي في الأسواق والشوارع، عارياً
مكشوف الرأس والسوأتين في أغلب حالاته، أو يلبس قميصاً وطاقية، ويسير حافي القدمين، يخلط في أحاديثه، فيتبعه الأطفال والصغار وطغام الناس، ويسيرون وراءه بين منكر عليه، ومصدق لولايته، ولكن أكثر الناس قد مالوا إليه ، وصحت عندهم ولايته، كما هي عادة أهل مصر في أمثاله كما يقول الجبرتي : وكان له أخ صاحب دهاء ومكر ، فبدا له أن يستغل إيمان الناس بولاية أخيه، عسى أن يكسب من ورائه، فحجر عليه، وحرم عليه مغادرة البيت وألبسه ثياباً، وأظهر للناس أنه أذن له بذلك، وأنه تولى القطبانية إلى غير ذلك من وسائل التضليل .
فأقبل الرجال والنساء على زيارته، والتيمن به وسماع الفاظه، والإنصات إليها، وتأويلها بما في نفوسهم، وأفاضوا عليه الهدايا والنذور، وخصّه بذلك كثير من السيدات ذوات الثراء، حتى أثرى أخوه واغتنى ونفقت سلعته، وصادت شبكته، وسمن من كثرة الأكل والدسم والراحة وفراغ البال، حتى صار مثل (البو) العظيم .
ولبث على هذا الحال حتى مات سنة سبع بعد المئتين والألف، فدفنوه بمعرفة أخيه في مسجد الشرايبي من غير مبالاة ولا اكتراث، وأقام عليه أخوه مقصورة ومقاماً، ورتب له المقرئين والمداحين، وأرباب الأشاير والمنشدين يذكرون كراماته، ويمدحونه بأحسن المدائح، وكانوا في إنشادهم يتواجدون ويتصايحون ويمرغون وجوههم على شباكه وأعتابه، ويغترفون بأيديهم من الهواء المحيط به ويضعونه في عبابهم وجيوبهم وهرع إلى زيارة مقامه النساء والرجال، حاملين النذور والشموع، وضروب المأكولات، وصار مسجده مجمعاً لهؤلاء.
By: via "because you are human #stop_using_facebook #stop_advertising_at_Facebook #Facebook_management_trial_in_ICJ" #حقل_البط "
#مقاطعة
#حملة_لا_تدفع_ثمن_رصاصهم
تعليقات
إرسال تعليق